القوات الروسية تواصل عملياتها
وكالات
عواصم- رفضت روسيا اليوم الإثنين وقف إطلاق النار مع جورجيا، وتحركت قواتها صوب مدينة سيناكي في عمق الطرف الآخر من القتال، قادمة من إقليم أبخازيا، الساعي كإقليم أوسيتيا الجنوبية للانفصال عن جورجيا.
بموازاة ذلك وقع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، ونظيره الفنلندي ألكسندر ستوب، بالعاصمة الجورجية تبليسي، خطة لوقف إطلاق النار.
ورفض سيرغي إيفانوف نائب رئيس الوزراء الروسي الجهود الأوروبية للتوصل إلى وقف القتال مع جورجيا، قائلا: إن "على تبليسي أن تتفاوض على إنهاء القتال مباشرة مع المناطق الانفصالية".
وأضاف إيفانوف لشبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية: "هذا ليس اتفاق وقف إطلاق نار"، في إشارة إلى جهود الوسطاء الأوروبيين.
ومضى قائلا: إن "اتفاق السلام يتم توقيعه بين طرفين عند لقائهما"، مضيفا أنه "في البداية نحتاج إلى اتفاق مكتوب بين جورجيا من جانب و(إقليمي) أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا من جانب آخر (..) بأنهم لن يستخدموا السلاح في المستقبل مطلقا".
وحاولت وزارة الدفاع الروسية تبرير توغل قواتها في سيناكي غربي جورجيا بالقول: إن هناك "حاجة لتجنب مزيد من الهجمات (من جانب جورجيا) على أوسيتيا الجنوبية"، وسيناكي هي مقر لكتيبة المشاة الجورجية الثانية.
وقال متحدث باسم الوزارة: إن "وحدات حفظ السلام الروسية ووحدات الدعم تنفذ عملية تستهدف منع القوات الجورجية من لملمة شتاتها، وتنفيذ هجمات جديدة على أوسيتيا الجنوبية".
بوتين ينتقد أمريكا
من جانبه، ندد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بدور الولايات المتحدة في النزاع، قائلا: "من المؤسف أن بعض شركائنا لا يقدمون الدعم، بل إنهم يسعون إلى مضايقتنا"، مشيرا في هذا الصدد إلى "انتقال الكتيبة الجورجية من العراق إلى منطقة النزاع بواسطة الولايات المتحدة".
وذكرت القيادة العسكرية الروسية أن مقاتلين "أجانب" يحاربون بجانب القوات الجورجية في أوسيتيا الجنوبية، بينما أعلنت أجهزة الأمن الروسية اعتقال 10 عملاء جورجيين؛ بدعوى تحضيرهم لـ"اعتداءات إرهابية" داخل روسيا.
وعن العمليات العسكرية الروسية، قال الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف، خلال لقائه اليوم بوزير دفاعه أناتولي سرديوكوف: إن "قسما كبيرا من عملية إجبار السلطات الجورجية على السلام في أوسيتيا الجنوبية قد انتهى".
وأضاف مدفيدف: إن "تسخينفالي (عاصمة أوسيتيا الجنوبية) باتت تحت سيطرة الكتيبة المعززة لقوات حفظ السلام الروسية".
وحتى الآن بلغت خسائر روسيا 18 قتيلا و52 جريحا، بجانب 14 جنديا آخرين في عداد المفقودين، فضلا عن سقوط أربع مقاتلات، وفقا للقيادة العسكرية الروسية.
فيما تحدثت جورجيا عن سقوط من ثمانين إلى تسعين طائرة حربية روسية، ومقتل مئات الجنود الروس في المعارك الدائرة منذ فجر يوم الجمعة الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية بوريس مالاخوف: إن 1600 مدني قتلوا في أوسيتيا الجنوبية، كما قتل 15 من جنود حفظ السلام الروس في الإقليم، وأصيب 70 آخرون، فيما قدرت تقارير روسية منفصلة عدد القتلى بأكثر من ألفي مدني.
قصف روسي وجورجي
وعلى الجانب الجورجي، قالت السلطات إن القوات الروسية سيطرت على مدينة جوري الجورجية على بعد نحو 60 كم من العاصمة تبليسي، والتي تقع أيضا قرب حدود أوسيتيا الجنوبية، بينما نفت وزارة الدفاع الروسية وجود قوات روسية بالمدينة.
وفي وقت سابق اليوم، شن الطيران الحربي الروسي هجمات على المطار الدولي بالعاصمة الجورجية ومدينتي جوري وبوتي، وقطعت موسكو الصلات البحرية والبريدية مع تبليسي، بعد أن قطعت رحلاتها الجوية أمس.
بالمقابل، أفاد شاهد عيان من وكالة رويترز بأن "ما لا يقل عن ست طائرات هليكوبتر هجومية جورجية قصفت أهدافا في المنطقة المحيطة بمدينة تسخينفالي عاصمة أوسيتيا الجنوبية"، وكانت جورجيا قد أعلنت في وقت سابق انتهاء عملياتها العسكرية في أوسيتيا الجنوبية.
وقف إطلاق النار
على الصعيد الدبلوماسي، وقع الرئيس الجورجي ووزير الخارجية الفرنسي ونظيره الفنلندي على خطة وقف إطلاق النار التي عرضها الوزير الفرنسي على ساكاشفيلي خلال محادثاتهما في تبليسي.
وتقترح الخطة الفرنسية وقفا فوريا لإطلاق النار، وعودة القوات المسلحة إلى مواقعها السابقة قبل اندلاع الحرب، إضافة إلى نشر قوات حفظ سلام دولية، والتعهد باحترام سلامة الأراضي الجورجية.
وقال ساكاشفيلي إن الخطة تدعو إلى تفعيل اتفاق وقف العمليات العسكرية الموقع عام 1992، ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك للدفاع عن جورجيا وحمايتها.
أما روسيا، فطلب سفيرها لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) ديمتري روجوزين، اليوم عقد اجتماع طارئ مع الحلف لمناقشة الأزمة.
وقال روجوزين في تصريح صحفي: "قررت بعثة روسيا لدى حلف الأطلسي تقديم اقتراح لقادة الحلف لعقد اجتماع غير عادي لمجلس روسيا والحلف"، مضيفا أن "روسيا تريد اجتماعا على مستوى السفراء غدا الثلاثاء".
وكان ياب دي هوب شيفر الأمين العام لحلف الناتو، قد اتهم روسيا باستخدام القوة بشكل مفرط ضد جورجيا، وبانتهاك أراضي جورجيا بعد توسع العملية العسكرية الروسية خارج إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي.
